الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الرجل مصابا بالوسوسة فليعرض عن الوساوس ولا يلتفت إلى شيء منها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وعليه ألا يحكم بانتقاض وضوئه إلا إذا تيقن يقينا جازما يستطيع أن يحلف عليه أن وضوءه قد انتقض، فإن بقاء الطهارة يقين، وهو لا يزول بمجرد الشك، فإذا حصل له هذا اليقين الجازم بانتقاض طهارته فعليه حينئذ أن يتوضأ، ولا عليه إن فاتته تكبيرة الإحرام من الجمعة أو حتى إن فاتته الركعة الأولى وهو بذلك مدرك للجمعة، فإنها تدرك بإدراك ركعة منها، ولا يضيع عليه ـ إن شاء الله ـ أجر تبكيره للجمعة، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، وليهون على نفسه ولا يكن في حرج وضيق، فالخطب يسير إن شاء الله.
والله أعلم.