حكم الدعاء بـ" اللهم قر عيني نبيك برؤية والديه في الجنة"

3-6-2013 | إسلام ويب

السؤال:
كنت جالسا مع أحد الإخوة، فسمعته يدعو بهذا الدعاء: ( اللهم قر عيني نبيك برؤية والديه في الجنة) فقلت له: أخي هذا أمر حسمه النبي صلى الله عليه وسلم، بدلا من ذلك ادعو لوالديك وللمسلمين، فذلك أفضل لك. فقال لي: وما المانع من هذا الدعاء؟ فقلت له: لم أسمع أن النبي دعا به، أو أن أحدا من السلف دعا به، وأنت تتقرب إلى الله بهذا الدعاء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
أرجو إفادتنا، وكلنا ثقة بكم.
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه قد جاءت الأدلة الصحيحة من السنة في بيان مصير والدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآخرة، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: «في النار»، فلما قفى دعاه، فقال: «إن أبي وأباك في النار» وأخرج أيضا عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أزور قبرها، فأذن لي .

جاء في الفقه الأكبر المنسوب للإمام أبي حنيفة: ووالدا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَا على الْكفْر .اهـ.

قال ملا علي قاري في كتابه: أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه السلام: وَأما الْإِجْمَاع: فقد اتّفق السّلف وَالْخلف من الصَّحَابَة، وَالتَّابِعِينَ، وَالْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة، وَسَائِر الْمُجْتَهدين على ذَلِك من غير إِظْهَار خلاف لما هُنَالك، وَالْخلاف من اللَّاحِق لَا يقْدَح فِي الْإِجْمَاع السَّابِق سَوَاء يكون من جنس الْمُخَالف، أَو صنف الْمُوَافق . وَالْعجب من الشَّيْخ جلال الدّين السُّيُوطِيّ مَعَ إحاطته بِهَذِهِ الْآثَار الَّتِي كَادَت أَن تكون متواترة فِي الْأَخْبَار أَنه عدل عَن مُتَابعَة هَذِه الْحجَّة، وموافقة سَائِر الْأَئِمَّة، وَتبع جمَاعَة من الْعلمَاء الْمُتَأَخِّرين، وَأورد أَدِلَّة واهية فِي نظر الْفُضَلَاء المعتبرين . اهـ.

وعليه؛ فإن هذا الدعاء المذكور في السؤال لا يجوز، وهو من الاعتداء في الدعاء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة .اهـ.

وراجع الفتوى رقم: 1041.

 والله أعلم.

www.islamweb.net