الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرياء ضد الإخلاص، والإخلاص: أن تقصد بعملك وجه الله، أما الرياء فمشتق من الرؤية، وهو أن يعمل العمل ليراه الناس، و لمعرفة الرياء وحقيقته وآثاره وأنواعه. انظر الفتاوى أرقام: 10992، 31449، 180457 وما أحيل عليه فيها.
وأما إخبارك بما عملت بعد أن عملته مخلصا لله تعالى، فإنه لا يسمى رياء، وإنما يسمى سمعة إذا قصدت به نفعا، أو مدحا، أو شهرة. أما إذا كنت تقصد نشر العمل، وأن يطلع عليه أكبر عدد ممكن للاستفادة منه - كما يبدو من السؤال - فإن هذا ليس من السمعة المحرمة، وإنما هو من الدلالة على الخير.
قال العلامة محمد مولود الشنقيطي في مطهرة القلوب:
والسمعة الاخبار بالطاعات * بعد خلوصها من الآفات
لبعض أغراض الرياء، والعمل * تفسده، ولكن إن تبت اندمل. اهـ
والمعنى أن العبد إذا تاب من السمعة يغفر له، ولا يحبط عمله الذي سمع به.
وعن سؤالك الثاني ففيه نوع من الغموض، ولكن في الجملة نقول إن الحالات التي تسهل الاستفادة من هذا العمل، وتبلغه أكثر، هي الأفضل، ولا مانع أن يكون ذلك باسمك المعروف أو باسم مستعار؛ وانظر الفتوى رقم: 63095.
والله أعلم.