الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام هذا الشخص يخاطب الجن بما فيه استعانة بهم وذكر لملوكهم ويزعم أن للسور خداما، فهذا يدل على أنه مشعوذ، وأما أصل مسألة الاستعانة بالجن فيما يقدر عليه المخلوق عادة: فقد اختلف فيها، وكثير من العلماء على المنع منها، وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 137740، ورقم: 7369.
وأما اعتقاده أن للسور خداما: فهو اعتقاد باطل لا دليل عليه، وهو من الأمورالشائعة عند المشعوذين، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 187787.
وأما ما ذكرت من الضرورة: فإن للضرورة أحكامها، وقد يرخص في بعض المحرمات لأجلها، فقد رخص بعض الحنابلة في حل السحر بالسحر للضرورة، كما قال الحجاوي في الإقناع: وإن كان ـ يعني حل السحر ـ بشيء من السحر، فقد توقف فيه أحمد، والمذهب جوازه ضرورة. اهـ.
وإذا جوز بعضهم الحل للسحر بالسحر الذي هو كفر فيجوز من باب أولى الاستعانة بالجن فيما ليس فيه شرك.
ولكننا ننصحكم بالتحصن بالتحصينات الربانية، والمواظبة على قراءة البقرة دائما وما تيسر من الرقية الشرعية، وسيحقق الله لكم السلامة والعافية من السحر, وفي حديث مسلم: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة.
والبطلة السحرة.
والله أعلم.