وسائل استجلاب التائب للسعادة والطمأنينة

23-5-2013 | إسلام ويب

السؤال:
أنا للأسف أسرفت على نفسي ‏بالمعاصي (كبائر وصغائر) في ‏الصغر حتى بلغت سن العشرين، بحكم ‏أنني كنت في مدارس مختلطة، ثم ‏أكملت الدراسة في أمريكا. ولكن الله ‏منَّ علي بالهداية بعد أن استرسلت ‏في المعاصي، ولكني والله لم أعرف ‏حجم ما أفعل, فالشيطان أعماني, ‏حتى تركت المعاصي، وحاولت أن ‏أستقيم. عمري الآن 24 وقد ‏أصبحت مكتئبا وحزينا في السنين ‏اللتين تلتا التوبة؛ لأن نفسي تذكرني ‏بالمعاصي التي تبت منها يوميا. مع ‏العلم أني أصلحت صلاتي، وأتحرى ‏صلاة الجماعة في المسجد، فقد ‏وفقني الله لهذا، وأصبحت أقرأ أذكار ‏الصباح والمساء، والنوم، وبعد ‏الصلاة، وأصبحت أستغفر وأتوب ‏كثيرا في اليوم والليلة، وأحرص على ‏قراءة سورة الملك قبل النوم، وأتصدق وقت الاستطاعة، وأصلي ‏الشفع والوتر.‏
‏ فسؤالي أني سمعت بأن التائب ‏بعد التوبة المفروض أن يكون مطمئنا، ‏ومستبشرا بقبول توبته؛ لأن الله وعد ‏التائبين بالمغفرة.
فكيف أصبح سعيدا ‏ومستبشرا لأن نفسي تلومني كل يوم ‏على المعاصي التي فعلتها، مع العلم أنني أقترب ‏من سن الزواج. فكيف أتزوج وأنا ‏بهذه الحالة، وأخاف أن أظلم من ‏أتزوجها بتاريخي المظلم؟
‏ أفيدوني يرحمكم الله.‏
وشكرا.‏

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة، ثم اعلم أيها الأخ الكريم أن ذنبك مهما كان عظيما فإن عفو الله أعظم، فلو صدقت توبتك فإن الله تعالى يمحو عنك ما كان منك من الذنوب، وتعود كمن لم يقارف ذنبا، كما روي عن المعصوم صلوات الله عليه أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فأبشر وأحسن ظنك بربك تعالى، واستحضر أسماءه الحسنى، وصفات جماله جل اسمه كالغفور، الرحيم، البر، التواب، العفو، الرؤوف وما إليها؛ فإن تفكرك في هذه الأسماء يزرع في نفسك الطمأنينة، ويعطيك بإذن الله الشعور براحة البال، وأقبل على ربك، واجتهد في طاعته وطلب مرضاته، واعلم أن اللذة الحقيقية لا تنال إلا بطاعة الله تعالى والتقرب إليه، ولكن لا بد لتحصيل هذه اللذة من المجاهدة والمصابرة؛ وانظر الفتوى رقم: 139680.

وأما ما مضى من ذنبك فهل الأولى لك أن تتذكره أو أن تنساه؟ في ذلك تفصيل انظره في الفتوى رقم: 161551.

وامض في طريق الزواج، ولا تكترث لما مضى منك، فإنه قد زال بحمد الله، وأبدلك الله بهذا التاريخ المظلم حاضرا مشرقا منيرا بطاعة الله سبحانه، فهون عليك، وأقبل على ربك وأخلص له، وأحسن ظنك به، فإنه سبحانه عند ظن العبد به.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.

 والله أعلم.

www.islamweb.net