الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على كل مسلم النصح لكل المسلمين، ففي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
وفي صحيح مسلم عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
والأصل في النصيحة أن تكون بالرفق واللين وبالتي هي أحسن حتى مع الفسقة والفجار، قال الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه: 43ـ44}.
وإذا تقرر وجوب النصيحة، فالواجب السعي في التمرن عليها وعلى اللين فيها وعدم تركها، وليستعن في ذلك بصحبة المتمرسين وأهل الخبرة والتجربة، وبالمواصلة والدعاء أن يكسبك الله الحكمة والمهارة ويجعلك هاديا مهديا.
والله أعلم.