الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمد في وسط الكلمة يسمى المد المتصل، ومعناه أن المد متصل بسببه من السكون والهمز، فإذا كان قبل الساكن سمي مدا لازما سواء كان السكون مثقلا أو مخففا، فيمد ست حركات. ويعبر عنها بثلاث ألفات؛ لأن الألف حركتان.
وإذا كان قبل الهمز سمي واجبا، ومقدار مده ست حركات أيضا عند بعض القراء، وأربع حركات إلى خمس -ألفان ونصف- عند بعضهم.
والمد عند الوقف يسمى: المد العارض للسكون، ويجوز فيه القصر (حركتان) والتوسط (أربع حركات) والإشباع (ست حركات) فتجوز الأوجه الثلاثة على اختلاف في ذلك بين القراء.
قال ابن بري في الدر اللوامع:
والخلف في المد لما تغيرا ولسكون الوقف، والمد أرى.
وقد لخص ابن الجزري -رحمه الله- في المقدمة أنواع المد وأحكامه فقال:
والمدُّ لاَزِمٌ وَوَاجِبٌ أَتَى ... وَجَاَئزٌ وَهْوَ وَقَصْرٌ ثَبَتَا
فَلاَزِمٌ إِن جَاءَ بَعْدَ حَرْفِ مَدْ ... سَاكِنَ حَالَيْنِ وَبِالطُّولِ يُمَدْ
وَوَاجِبٌ إنْ جاءَ قَبْلَ هَمْزَةِ ... مُتَّصِلاً إِنْ جُمِعَا بِكِلْمَةِ
وَجَائزٌ إِذَا أَتَى مُنْفَصِلاَ ... أَوْعَرَضَ السُّكُونُ وَقْفاٌ مُسْجَلاَ