الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أخي الكريم الذي ننصحك به أولاً: الابتعاد عن أهل الأهواء والشكوك أصحاب البدع الذين يتبعون المتشابه ويتركون المحكم مما يكون سبباً لزيغ قلوبهم وقلوب من يصغي لهم. والأصل في المسلم التسليم بكل ما جاء من عند الله وعدم رد النصوص أو تأويلها إلا بمسوغٍ شرعي أما مجرد الرد للنصوص لأنها لا توافق عقولنا فهذا هو محض الضلال. بالنسبة لما قاله لك من أنه إذا كانت حواء من ضلع آدم الأيسر فمعنى هذا أن آدم ينكح بعضه بعضاً. فهذا كلام لا يخرج من عاقل. أما العقلاء فلا يقولون إلا أنَّ هذا من معجزات الله والله على كل شيء قدير وأهل السنة عندهم أن الله عز وجل قد خلق الخلق على أربعة أنحاء: أولاً: خلق آدم من غير أبٍ ولا أم. خلق حواء من غير أم. خلق عيسى من أم بدون أب. خلق بقية الخلق من أب وأم. والله لا يعجز شيء. أما بالنسبة للأمر الثاني فقد قال ابن حجر في الفتح المجلد الخامس نقل الثعلبي بسندٍ واه عن جعفر الصادق أنه أنكر أن يكون آدم زوج أبنا له بابنة له وإنما زوج قابيل جنية وزوج هابيل حوريّة فغضب قابيل فقال: يا بني ما فعلته إلا بأمر الله فقربا قربانا وهذا لا يثبت ويلزم منه أن نبي آدم من ذرية ابليس أو الجن كلهم أو من ذرية الحور العين وليس لذلك أصل ولا شاهد. والذي ذكره أهل السنة في كتبهم كابن جرير وابن كثير في تأريخيهما أن آدم عليه السلام كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى وأنه أمر أن يزوج كل ابن أخت أخيه التي ولدت معه والآخر بالأخرى وهلم جرا. ولم يكن تحل أخت لأخيها الذي ولدت معه، ثم ألا يمكننا أن نقول أن مثل هذا النوع من الزواج كان مشروعاً ثم نسخ.
والله تعالى أعلم.