الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه العبارة لا حرج فيها، وهي من العبارات المعروفة عند السلف قديما.
قال الدينوري في المجالسة: حدثنا يحيى بن المختار؛ قال: سمعت بشر بن الحارث يقول يوم ماتت أخته: إذا قصر العبد عن طاعة الله عز وجل، سلبه الله من كان يؤنسه. اهـ.
بل جاءت هذه العبارة في بعض الأحاديث المرفوعة, ففي الحديث القدسي: إذا سلبت من عبدي كريمتيه [أي عينيه] وهو بهما ضنين، لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا حمدني عليهما. رواه ابن حبان، وصححه الألباني.
وهذا الحديث شاهد لما في السؤال من تعويض الله تعالى للمصاب، كما يشهد له قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه [أي عينيه] فصبر، عوضته منهما الجنة. رواه البخاري.
وأخرج الإمام أحمد وصححه الأرناؤوط من حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم أجرني في مصيبتي, واخلفني خيرا منها, إلا آجره الله في مصيبته, وخلف له خيرا منها، قالت فلما توفي أبو سلمة قلت: من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت ثم عزم الله عز وجل لي فقلتها: اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها, قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.