الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنكاح مدعاة لكمال الإيمان وتمامه، وسبب في حفظه وسلامة صاحبه من الفتن وأهواء الشيطان، وللمتزوج من الحرز عن مصائد المعصية ما ليس لغير المتزوج. وهذه أدلة السنة على ذلك:
فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله فيما بقي. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
قال القرطبي في تفسيره: ومعنى ذلك أن النكاح يعف عن الزنى، والعفاف أحد الخصلتين اللتين ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما الجنة فقال: من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة: ما بين لحييه، وما بين رجليه. خرجه مالك في الموطأ وغيره.اهـ.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
قال ابن بطال: ندب النبي عليه السلام لأمته النكاح، ليكونوا على كمال من أمر دينهم، وصيانة لأنفسهم في غض أبصارهم وحفظ فروجهم؛ لما يخشى على من زين الله في قلبه حب أعظم الشهوات.
والله أعلم.