الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كون الزنا من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر، كما أن إجراء عملية إعادة غشاء البكارة غير جائز، كما بيناه في الفتوى رقم: 5047
لكن مهما عظم الذنب، فإن من تاب توبة صحيحة، تاب الله عليه، والتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. والواجب على من وقع في معصية أن يستر على نفسه ولا يفضحها، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا، فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
قال ابن عبد البر: وفيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد.
وعليه، فلا يجوز لك أن تخبري أمك –ولا غيرها- بما وقعت فيه من الفاحشة، وعليك أن تستري على نفسك، وتجتهدي في تحقيق التوبة والاستقامة على طاعة الله، وأبشري خيرا بعفو الله وستره عليك في الدنيا والآخرة –إن شاء الله- نسأل الله أن يعفو عنك، ويغفر لك، ويسترك، ويصلح لك أمرك كله.
والله أعلم.