الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله تعالى لك ما أنت عليه من الحرص على الاستكثار من الخير، ونسأله سبحانه أن يتقبل منك صالح العمل، وأن يرزقك الاستقامة على الطاعة؛ إنه سبحانه ولي مجيب، أما بخصوص ما عددته في سؤالك من جزئيات: فلا يتسع المقام لتتبعها، ولكن نبين لك ضوابط في الجواب عامة نكتفي بها، وذلك كالتالي:
1ـ يسع المسلم أن يجعل كل حركاته وسكناته في سائر مناحي حياته طاعة وقربة إلى الله تعالى: وطريق ذلك أن يستحضر النية الصالحة في كل شيء، ولا يحتقر من العمل صغيرة ولا كبيرة، ففي أكله وشربه ينوي تحصيل القوة على الطاعة، وفي لبسه ينوي ستر عورته عن الناس، وفي ترويحه عن نفسه ينوي تحصيل النشاط في الطاعة، وفي عمله ينوي إغناء نفسه عن الناس والصدقة على المحتاجين وهلمّ جرا، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 157449.
2ـ على المسلم أن يقتصد في أمر دينه ودنياه فلا يفرط إفراطا يحمله على الملل ولا يفرّط تفريطا يؤدي به إلى الخلل، ففي باب العبادة يتعبد ما نشطت نفسه إلى ذلك، فإذا أحس الملل فليسترح، وفي باب الترفيه والراحة يكتفي بما تستجمّ به نفسه وتستعيد نشاطها فيقتصد في هذا وفي ذلك، فلا يجاوز الحد في شيء منه، وراجع في هذا المعنى الفتوى رقم: 132744، وما فيها من إحالة.
3ـ لا بأس بافتتاح هذا المنتدى من أجل الدعوة وتعليم الناس، بل في ذلك الخير الكثير، فتعليم الناس ونفعهم من أرجى أنواع البر، لكن إذا دعتك أمك أو أمرتك بشيء فقدمها وآثرها على ما سواها، لأن طاعة الأبوين مقدمة على نوافل الأعمال، وراجع الفتوى رقم: 9210.
4ـ ما ذكرت من النوم عن الصلاة بسبب الكرة أو نوم الظهيرة: نرى فيه نوعا من الوسواس وشائبة من التنطع، فالأمر في هذا هين ميسور إذا لعبت الكرة فلا تجهد نفسك فيها حتى تنام لذلك عن الصلاة، وإذا نمت الظهيرة فاتخذ وسيلة تنبيه توقظك وإذا غلبتك عينك دون قصد فلا شيء عليك.
والله أعلم.