الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الجهة التي تتقاضى منها راتبًا على علم بما ذكرت من أنه ليس لك عمل محدد بالمؤسسة, وأنك تعتبر من ملاكها, ورضيت بدفع الراتب إليك مع ذلك: فلا حرج عليك في أخذه والانتفاع به, وأما لو كان الأمر مجرد حيلة منك لأخذ الراتب منها, ولم تبين لها حقيقة الأمر: فلا يجوز لك أخذ ذلك الراتب.
وننبهك على أن حرمة المال العام أشد من حرمة المال الخاص - كما ذكر بعض أهل العلم - فلا يجوز أخذه بالحيلة والباطل, وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ المال العام بغير حق، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإن هذا المال حلوة ... من أخذه بحقه فنعم المعونة، ومن أخذ بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع. وفي رواية لهما: ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة. وفيهما عن أبي حميد مرفوعًا: والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله تعالى يوم القيامة يحمله. وفي البخاري عن خولة الأنصارية مرفوعًا: إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة.
والله أعلم.