الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أكثرت من أسئلتك حول هذ الموضوع الذي سبق وقد طلبنا منك الاجتهاد في عدم التفكير فيه، لئلا يكون شغلك الشاغل ويصرفك عما ينفعك في الدنيا والآخرة، فنرجو ألا تعاود الكتابة بخصوصه، وقد أوقعت نفسك فعلا في الحرج بإثارة هذا الموضوع، فتكرار السؤال عنه يعززه في نفسك، وقد يصبح وساوس وهواجس لا تستطيع الفكاك منها، وكما بينا لك سابقا فإننا نستخدم إن الشرطية في الدعوى ضد طرف آخر لم نسمع منه، فلا نجزم بشيء فيه لمجرد السماع من طرف واحد ويبقى الاحتمال الثاني واردا، وما ذكرته أنت، نعني جملة: إن كنت صادقا في كلامك وادعائك على الشاب... مفهومها: وإن كنت كاذبا...... فلا تخلو مثل هذه العبارات من احتمال آخر، ونؤكد لك على أهمية الحرص على مدافعة الخواطر، والانشغال بذكره تعالى وشكره أن ستر عليك في هذا الأمر فلم يشتهر.
وأما معاقبة هذا الرجل أو الانتقام منه فلا يجوز لك فعله بنفسك كما بينا لك في فتوى سابقة، إذ لو ثبت أنه فعل ذلك، فالذي يعاقبه عليه هو الجهات المسئولة، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 126236.
والله أعلم.