الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك الانشغال بالقرآن الكريم، ونسأل الله تعالى أن ييسر لنا ولك كل أمر عسير، وأن يجعلنا وإياك من حملة كتابه الذين هم أهله وخاصته، ومن المهرة في القرآن الذين هم مع السفرة الكرام البررة، ومن أهم ما يعينك على التركيز وحفظ كتاب الله هو تقوى الله تعالى وكثرة دعائه، والارتفاع بهمتك وشحذها باستحضار ما ورد في فضل القرآن وحملته.. وقد بينا بعض الطرق والوسائل التي تعين على التركيز والحفظ وتقوية الذاكرة في الفتويين التالية أرقامهما: 3913، 102953.
ولتعلمي أن حفظ القرآن الكريم شرف عظيم ومرتبة عالية لا ينالها الكسالى وضعاف الهمم، فهي تستحق منا بذل الجهد وتفريغ الوقت.. ولذلك ينبغي أن تجاهدي نفسك وتصبريها على ما تعانين، فأنت مأجورة على كل حرف تقرئينه من كتاب الله سواء كان ذلك للحفظ أو لمجرد القراءة، ولكن بذل الجهد في الحفظ والصبر على مشقته.. شيء زائد على مجرد القراءة، ولذلك فإن القراءة للحفظ أعظم أجرا، فقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ، وهو يتعاهده، وهو عليه شديد فله أجران.
فينبغي أن تبذلي في الحفظ ما استطعت، وإذا لم تستطيعي فعليك بكثرة التلاوة، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رجل: يا رسول الله: أي العمل أحب إلى الله، قال: الحال المرتحل، قال: وما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل. رواه الترمذي وغيره، وقد تكلم أهل العلم في سنده.
والله أعلم.