الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على تحريك للحلال، وتثبتك مما تودين الإقدام عليه. نسأل الله تعالى أن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، ويكره إليك الكفر والفسوق والعصيان.
وأما هذه الفرصة التي تذكرين، فقد تكون فرصة دنيوية نعم، لكنها ليست فرصة أخروية، ولذا ننصحك بعدم قبولها، وذلك من جهتين:
أولهما: أن عمل المرأة في الأماكن المذكورة تحفه كثير من المحاذير الشرعية، والسلامة منها غير محققة.
ثانيهما: أنه إذا كنت في هذه الوظيفة تحضرين مكان المنكر، وتشاهدين بيع الخمر، فإنك لن تنكري بيعها بلسانك -كما هو معلوم- وغاية ما يمكنك أن تنكري بقلبك، وحضور المسلم مواطن المنكرات على هذا النحو دون حاجة ملجئة لا ينبغي.
فالأسلم لدينك وخلقك الانصراف عن هذه الوظيفة، ولعل الله تعالى يعوضك خيرا منها، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ومن اتقاه يسر أمره ورزقه من حيث لا يحتسب؛ قال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني.
والله أعلم.