الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنعتذر للسائل الكريم عن تصفح الدعاء المذكور، ونقول: قد بينا ضابط الدعاء بغير المأثور في الفتوى رقم: 132875 فليراجعها, وعلى ما جاء فيها فليس في ألفاظ الدعاء المذكورة بأس.
وما ذكرته من اشتمال الدعاء على السؤال بوجه الله تعالى: فقد روي النهي عن ذلك، ففي سنن أبي داود: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة.
قال في عون المعبود: إذ كل شيء أحقر دون عظمته تعالى, والتوسل بالعظيم في الحقير تحقير له. نعم, الجنة أعظم مطلب للإنسان، فصار التوسل به تعالى فيها مناسبًا.
وقال ابن عثيمين: اختلف في المراد بذلك على قولين: القول الأول: أن المراد: لا تسألوا أحدًا من المخلوقين بوجه الله، فإذا أردت أن تسأل أحدًا من المخلوقين، فلا تسأله بوجه الله؛ لأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة، فإذن لا يسألون بوجه الله مطلقًا، ويظهر أن المؤلف يرى هذا الرأي في شرح الحديث؛ ولذلك ذكره بعد: باب لا يرد من سأل بالله.
القول الثاني: أنك إذا سألت الله، فإن سألت الجنة وما يستلزم دخولها، فلا حرج أن تسأل بوجه الله، وإن سألت شيئًا من أمور الدنيا، فلا تسأله بوجه الله؛ لأن وجه الله أعظم من أن يسأل به لشيء من أمور الدنيا.
ونحن من باب النصح والتوجيه نرى في مأثور الدعاء كفاية عما سواه, فالأخذ بما ثبت عمن هو أهل القدوة أولى وأدنى للإجابة من العدول إلى غير ذلك، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 52405 .
والله أعلم.