الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن كون هذه الكفالة لهذه الفتاة تتم من خلال منظمة كنسية أمر خطير، ولا يبعد أن تعمل هذه المنظمة على تنصيرها، ونرجو أن لا يكون قد حدث ذلك بالفعل، قال تعالى: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً {النساء:89}، وقال سبحانه: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ {البقرة:109}.
فالواجب تدارك الأمر, والبحث عن سبيل آخر يمكن من خلاله إيصال هذه المساعدة إلى الفتاة، ولو اجتهدتم في ذلك ربما وفقتم, واحرصوا على التواصل معها, وتذكيرها بأمور دينها، ومدها ببعض الكتب والرسائل المفيدة، وتحذيرها من هذه المنظمة بحكمة وأسلوب حسن, ولا ينبغي لكم قطع هذه الكفالة عنها فهذا يفتح المجال واسعًا لهذه المنظمة في التأثير عليها, خاصة إن كانت محتاجة لهذه المساعدة حاجة شديدة - وفق الله الجميع لما يحب ويرضى, وحفظ المسلمين من الشرور وكيد الأعداء - ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتاوى: 62956 - 8080 - 55038 - 27185.
وهذه الواقعة تدق ناقوس الخطر, وتنبه المسلمين والمنظمات الإسلامية العاملة في العمل الخيري والدعوة إلى الله بأن تشحذ الهمم وتضاعف الجهود في سبيل نشر دين الله, وإعانة المسلمين, والحفاظ على هويتهم الإسلامية, ومزاحمة مثل هذه المنظمات الكنسية قبل أن تقع الواقعة, ويكون ما يستوجب الندم.
والله أعلم.