الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا حال هذا الشاب فأنت مصيبة في نصحك إياه بالإقدام على إتمام الزواج، فالظاهر أنه قادر على مؤنة الزواج, وإنما يخاف عدم الاستقرار في العمل، ولا ينبغي تأخير الزواج لمثل هذا الهاجس، فالأرزاق بيد الله تعالى، والزواج من أسباب الرزق, كما ثبت في نصوص القرآن والسنة، وقد بينا ذلك بالفتوى رقم: 7863 .
ثم إن الأعمار محدودة، والمسلم لا يدري ما قد يعرض له من العوارض, قال ابن قدامة في المغني: وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين القادر على الإنفاق والعاجز عنه، وقال: ينبغي للرجل أن يتزوج, فإن كان عنده ما ينفق أنفق, وإن لم يكن عنده صبر، ولو تزوج بشر - يعني بشر الحافي - كان قد تم أمره، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح وما عنده شيء, ويمسي وما عنده شيء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلًا لم يقدر إلا على خاتم حديد, ولا وجد إلا إزاره, ولم يكن له رداء, قال أحمد في رجل قليل الكسب يضعف قلبه عن العيال: الله يرزقهم, التزويج أحصن له, ربما أتى عليه وقت لا يملك قلبه فيه. اهـ.
وننصح باجتناب ما يحدث كثيرًا في الأعراس من التباهي والتفاخر والتبذير والإسراف؛ حتى أن أحدهم يتكلف ما لا يطيق من أجل مجاراة الناس, كما نحذر من منكرات الأعراس التي تشتمل عليها أكثر صالات الأفراح من الاختلاط الماجن والموسيقى ونحوها, وللفائدة تنظر الفتوى رقم 51127, والفتوى رقم: 22389، والفتوى رقم: 111143.
والله أعلم.