الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فرحمة الله واسعة، ومغفرته لا يتعاظمها ذنب، فبادر إلى التوبة النصوح بالإقلاع عن الذنب والندم على ما فات والحرص على عدم العودة إليه في المستقبل وأحسن الظن بربك فإنه عند ظن عبده به، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وراجع للمزيد الفتوى رقم: 1882.
والواجب على هذا الشاب أن يقطع أي علاقة له مع هذه الفتاة، وأن يحذر كل ما يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في مثل هذا الذنب مرة أخرى معها أو مع غيرها، وراجع الفتوى رقم: 58914.
وليحرص على أسباب الاستقامة على الطاعات، وقد ذكرنا جملة منها بالفتويين رقم: 1208، ورقم: 12744.
وأما هذه الفتاة: فهي التي جنت على نفسها بتساهلها في هذه العلاقة، ومطاوعتها له في فعل هذه المنكرات، فليس لها حق عليه حتى تسامحه أو لا تسامحه، فلا يلتفت إلى كلامها، ولو أنها عصت بمثل هذه المنكرات في المستقبل أو انحرفت فلا يلحقه من ذلك إثم ـ إن شاء الله ـ وأما زواجه منها فليس بلازم شرعا، ولكن إن تابت واستقام حالها، ورغب في الزواج منها فليقدم على ذلك، فالزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواهابن ماجه.
وهذه الممارسات القبيحة التي فعلها معها ليس لها عقوبة محددة في الشرع، نعم يستحق صاحبها التعزير، ولكن الذي يقيم الحدود أو الذي يحكم بالتعزير هو الحاكم المسلم أو من ينوب عنه، وليس ذلك لعامة الناس، وعلى كل منكما أن يستر على نفسه، وراجع الفتويين رقم: 20880، ورقم: 29819.
والله أعلم.