الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة من هذه المنكرات الشنيعة، والحمد لله الذي عافاك من كثير مما ابتلاك به من هذه الأمراض والوساوس، فأنت والحال ما ذكرت في نعم سابغة من الله تعالى حقيق بك أن تستغرق وقتك في شكرها، واعلم هداك الله أنك لا تعان على طاعة الله إلا بتوفيقه، ولا تذوق لذة الإيمان وحلاوته إلا بمنته تعالى ولطفه وكرمه، فالزم باب الدعاء والتضرع والذل والانكسار لله سبحانه، وأدم اللجأ إليه في أن يصلح قلبك ويذيقك لذة الطاعة وحلاوة الأنس به والشوق إلى لقائه سبحانه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، والزم ما أنت مقيم عليه من الطاعات واستكثر منها وتزود من فعل الخير ما أمكنك، واعلم أن لذة هذه الطاعات لا تنال إلا بالمجاهدة والمصابرة، فالزم ساحة العبودية محسنا ظنك بربك صابرا نفسك على مرضاته وثق أنه سيأتيك ما وعد الله به أهل الإيمان والعمل الصالح من الحياة الطيبة، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 139680.
واعلم أن الشيطان لك بالمرصاد، فهو لا يكف عن معاداة بني آدم، وهو الذي يلقي في قلبك تلك الوساوس ليحزنك ويحول بينك وبين طريق الاستقامة، فتعوذ بالله من شره واستمر في مجاهدته والإعراض عن وساوسه في أي شكل أتتك وعلى أي وجه تصورت لك، وإذا صدقت في الاستعانة بالله سبحانه لم يكلك إلى نفسك ولم يمكن الشيطان من بلوغ مراده منك، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، فاستمر في فعل الخير والإقبال على الله وأكثر من التوبة والاستغفار وسيفتح لك الباب بإذن الله، فإن من أدمن طرق الباب ولج، نسأل الله أن يذيقنا وإياك حلاوة الإيمان وبرد اليقين.
والله أعلم.