الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل أن نخلص إلى الحكم في أمر أمك نقول لك أنت: ما كنت مطالبة بما أقدمت عليه من اتهامك لأمك، وتفتيشك لأغراضها من أجل العثور على هذا المبلغ، فلو تعامل الناس بمثل هذا لما بقيت للمودة بينهم باقية، ولتكشفت عيوب بعضهم لبعض، وحصل بسبب ذلك فساد عظيم .
أما هذا المبلغ، فالواجب في أمره رده إلى صاحبته، ولا يصلح أن يتصدق به عنها؛ لأن رده إليها ممكن، وعند رد هذا المبلغ إلى صاحبته فلتلتمسي حيلة ذكية كأن تقولي لها: عثرنا على هذا المبلغ في مكان ما، أو نحو ذلك من الحيلة الخفية التي تحقق القصد ولا تكشف السر؛ وراجعي الفتوى رقم: 198929 .
ويتعين أن تستري على أمك، فلا تطلعي على هذا الأمر أحدا أبدا لا أبا، ولا أخا، ولا أختا؛ وراجعي الفتوى رقم: 1039 .
والله أعلم.