الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن ما ذكرت من وصف ما تجدينه بعد الاستيقاظ، يتبين منه أنه مني، والمني لا يلزم أن يكون على صفة واحدة، وكذلك الفتور الذي يصاحب خروج المني، يكون في اليقظة ولا يلزم وجوده عند النوم. ولا يلزم أن توجد في المني جميع الصفات التي ذكرها أهل العلم، بل يكفي وجود بعضها؛ وراجعي في هذا فتوانا رقم: 51191.
وعلى أية حال، فقد ذهب فقهاء الشافعية إلى أن من شك في الخارج منه أنه يتخير بين ما شك فيه, فيجعل له حكم ما شاء منه؛ وانظري الفتوى رقم: 158767. وعلى هذا القول لا يكون عليك شيء فيما فعلته من اعتباره غير مني.
كما أن من أهل العلم من ذهب إلى أن من ترك شرطًا، أو ركنًا، من شروط الصلاة، وأركانها جهلًا، أنه لا تلزمه الإعادة.
وذهب كثير من أهل العلم إلى وجوب الغسل إذا احتمل كون الخارج منيا.
ففي الإنصاف للمرداوي: لو انتبه بالغ أو من يحتمل بلوغه، فوجد بللاً جهل أنه مني، وجب الغسل مطلقاً على الصحيح من المذهب. انتهى.
وقال خليل في مختصره: وإن شك أمذي أو مني اغتسل، وأعاد من آخر نومة كتحققه. انتهى.
وعلى هذا القول، فقد كان الواجب عليك أن تغتسلي عند الاحتلام الأول؛ وإذ لم تفعلي، فإن ما صليته من صلوات قبل الغسل لم تقع صحيحة, وتلزمك إعادتها. وانظري الفتوى رقم: 125226.
ولا شك في أن الإعادة أحوط وأبرأ للدين. ويرجى مراجعة هذه الفتوى في كيفية قضاء الفوائت: 61320.
وأما قولك: هل أستغفر وأتوب؟ فجوابه أن المسلم ينبغي أن يلزم الاستغفار في جميع أوقاته؛ لما ثبت له من الفضل فقد روى البخاري عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. وفي صحيح مسلم عن الأغر المزني - وكانت له صحبة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة. وقال صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.
وفي خصوص ما إذا كنت قد صدر منك ذنب يوجب التوبة والاستغفار، فإن ما ذكرته لا ينسب إليك فيه من الخطأ إلا تقصيرك في تعلم أحكام عبادتك، فننصحك بالمبادرة إلى تعلم أحكام دينك، ونسأل الله أن يعينك ويقبل توبتك.
والله أعلم.