الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الهداية والصلاح, والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى، ونسأله أن يعيذك من شر نفسك, وشر الشيطان وشركه, وأن تقترف على نفسك سوءًا, ونوصيك أيضًا بكثرة الدعاء, وسؤال الهداية من رب الأرض والسماء، والدعاء بمثل ما ورد في الصحيحين عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم آت نفسي تقواها, وزكها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها, اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع, ومن قلبٍ لا يخشع, ومن نفسٍ لا تشبع, ومن دعوة لا يستجاب لها.
وكذلك الحال بالنسبة لأمر البطالة, فنوصيك بالدعاء أيضًا, فالخير كله في يدي رب العالمين، والأرزاق مقسومة, وما كتبه الله لك سيأتيك، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ {هود:6}، فابذل الأسباب, واستعن بالله ولا تعجز, ولمزيد الفائدة راجع الفتويين: 119608 - 112334.
هذا, مع العلم أن الذنوب والمعاصي قد تكون سببًا في الحرمان من الرزق, كما بينا بالفتوى رقم: 132579.
واعلم أن النظرة المحرمة قد توقع المرء في كثير من الشرور والآثام، وفي المقابل فإن غض البصر من أهم أسس حياة القلب, وحلول نور الإيمان فيه, فينشط صاحبه في الطاعات, ويجتنب المعاصي والسيئات, فاحرص على ذلك تغلق على نفسك باب الفتنة, وتجتنب هذه الرذيلة - الاستمناء - بإذن الله، وراجع الفتوى رقم: 7170 وقد ضمناها أيضًا بعض سبل الخلاص منها, وعليك بالحذر من الانفراد عند الدخول على الإنترنت؛ حتى لا تعين الشيطان على نفسك.
ونوصيك بالحرص على ملء فراغك بما هو نافع, والالتحاق بالهيئات الموثوق بها, والتعاون معها على الدعوة والأعمال الخيرية, وفقك الله, وسدد على طريق الخير خطاك.
والله أعلم.