الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشيطان عدو الإنسان, وبذلك أخبر ربنا الرحمن في كتابه العزيز, حيث قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، فهو حريص على تثبيط الإنسان, ومنعه عن الخير، ولا سيما الدعاء, ففيه العبودية, وإظهار الافتقار والضراعة لرب الأرض والسماء؛ ولذلك يحبه الله وأمر به حيث قال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وهو سبحانه يغضب على المعرض عن الدعاء، ففي سنن الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إنه من لم يسأل الله يغضب عليه. فإذا كان الأمر كذلك فيمكن للشيطان أن يتخذ كل وسيلة يمكن أن تثبط المسلمين من الدعاء، ومنها: ما أشرت إليه بالسؤال، ومن ذلك أيضًا أن يشعره ببطء الإجابة, أو أنه عاص ولن يستجاب له, ونحو ذلك من مكائده.
وينبغي للمسلم أن لا يلتفت لشيء من هذه الوساوس، بل عليه أن يمضي في الدعاء محسنًا الظن بربه, وعاملًا على تحقيق الشروط والآداب التي يرجى أن تتحقق معها الإجابة، والتي بيناها بالفتوى رقم: 119608.
والدعاء نفسه من أفضل الوسائل التي يستجلب بها دمع العين عند الدعاء أو غيره، كما أن تكلف البكاء يجعل الأمر بعد ذلك سجية للمرء, فيصبح رقيقًا تبكي عينه, وتسكب العبرات, وهنالك أمور أخرى ذكرت مفصلة بموقع الإسلام سؤال وجواب نذكرها هنا مجملة وهي: استشعار الخوف من الله تعالى، وقراءة القرآن وتدبر معانيه، ومعرفة عظيم الأجر على البكاء - وخاصة في الخلوة - والتفكر في حالك وتجرؤك على المعصية, والخوف من لقاء الله على هذه الحال, والبكاء من الشفقة من سوء الخاتمة, وسماع المواعظ المؤثرة, والمحاضرات المرققة للقلب.
ولا بأس عند الدعاء من طأطأة الرأس, ونحو ذلك من الأفعال التي يظهر بها المسلم خضوعه وذله لربه سبحانه وتعالى.
ونختم بالكلام فيما يتعلق بالزواج من الشاب المذكور فنقول: إن كان هذا الشاب مرضيًا في دينه وخلقه, فلا حرج في دعائك بأن يجعله الله لك زوجًا, والفوارق الاجتماعية ليست مانعًا شرعًا من الزواج منه, ومع هذا فإن خشيت أن يكون ذلك عائقًا في سبيل تحقيق السعادة في الحياة الزوجية, فلا بأس بالإعراض عنه، وسؤال الله تعالى أن يرزقك زوجًا صالحًا غيره.
والله أعلم.