الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا البنك معاملاته مبنية على أساس أحكام الشريعة الإسلامية، وتقوم عليه جهة رقابة شرعية، فلا حرج عليك في العمل فيه والكسب من خلاله. وأما إذا كانت معاملاته قائمة على التعامل بالربا، فلا يجوز العمل فيه؛ لأن في ذلك إعانة على أكل الربا، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وفي صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه. وقال: هم سواء. وفي هذه الحالة تجب التوبة وترك هذا العمل. والكسب الحلال ولو كان قليلا يبارك الله لصاحبه فيه، خير من عمل حرام يكسب منه كثيرا يسخط به ربه، ويمحق له بركته. ومن اتقى الله جعل له مخرجا، ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه.
وحالتك لا تعتبر ضرورة تبيح المحرم؛ لأن ضابط الضرورة التي يستباح بها المحظور قد ضبطها أهل العلم، وراجعي فيها الفتوى رقم: 162111 والفتوى رقم: 22567. فنوصيك بالدعاء وعدم اليأس من رحمة رب الأرض والسماء، فبيده سبحانه خزائن الرزق ، قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ {الحجر:21}.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 112334 ، ففيها بيان أسباب زيادة الرزق.
والله أعلم.