الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لفظ: "ستين" لم يرد ضمن ألفاظ الحديث المخرَّجة في الصحيحين. وقد ذكر الإمام الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث من صحيح البخاري أن: مُحَصَّلُ الرِّوَايَاتِ سِتُّونَ، وَسَبْعُونَ، وَتِسْعُونَ، وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ، وَمِائَةٌ، وَالْجَمْعُ بَيْنَهَا: أَنَّ السِّتِّينَ كُنَّ حَرَائِرَ، وَمَا زَادَ عَلَيْهِنَّ كُنَّ سِرَارِيَ، أَوْ بِالْعَكْسِ، وَأَمَّا السَّبْعُونَ فَلِلْمُبَالَغَةِ، وَأَمَّا التِّسْعُونَ وَالْمِائَةُ فَكُنَّ دُونَ الْمِائَةِ وَفَوْقَ التِّسْعِينَ؛ فَمَنْ قَالَ تِسْعُونَ أَلْغَى الْكَسْرَ، وَمَنْ قَالَ مِائَةً جَبَرَهُ وَمَنْ ثَمَّ وَقَعَ التَّرَدُّدُ. اهـ.
هذا، وإن رواة الحديث في زمن الرواية لم يكونوا يعتنون بنقل عدد شيء ليس تحته حكم ولا يترتب عليه عمل، فالمراد أن نبي الله سليمان طاف على نسوة كثيرات ولم يستثنِ في قَسَمِه، ومثل هذا الاختلاف في الرواية لا يؤثر في صحتها مطلقًا.
والله أعلم.