الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك توبة نصوحا، ثم اعلمي -هداك الله- أنه لا يشرع لك إخبار أحد، لا والدك ولا غيره بما يقع منك من ذنب، فإن الأولى للمسلم إذا ألم بمعصية أن يستتر بستر الله. واعلمي كذلك أن الله تعالى غفور رحيم، فإياك أن تتركي التوبة مهما تكرر منك الذنب، فإن الله لا يزال يغفر لعبده ما استغفره وتاب إليه، والذي ننصحك به أن تدعي الخلوة بنفسك مع هذه الأجهزة، بل احرصي على ألا تشاهدي شيئا إلا بحضرة أسرتك ليكون ذلك زاجرا لك عن مشاهدة ما لا يليق، واشغلي نفسك بما ينفعك من حفظ كتاب الله تعالى، والاستماع إلى المحاضرات الدينية، وقراءة الكتب النافعة ونحو ذلك؛ فإن الاشتغال بما ينفع أعظم مبعد عن هذه القاذورات، واصحبي أهل الخير والصلاح ممن تستعينين بصحبتهن على طاعة الله تعالى، واستحضري اطلاع الله عليك ومراقبته لك وإحاطته بك، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، فاستحيي منه سبحانه أن يراك حيث نهاك وأن يفقدك حيث طلبك، واجعلي شكر نعمته عليك بأن مكنك من التعامل مع هذه الأمور أن تسخريها في طاعته وتستعيني بها على مرضاته، وأكثري من فعل الحسنات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وأديمي التوبة والاستغفار واللجأ، والتضرع إلى الله سبحانه بإخلاص وصدق؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وجاهدي نفسك ولا تيأسي؛ فإن بالمجاهدة الصادقة يبلغ العبد بإذن الله ما يريد، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
نسأل الله أن يصرف قلوبنا وإياك عما يكره إلى ما يحب.
والله أعلم.