الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وأن يكشف غمك، وأن يصرف عنك كل سوء وكل بلاء, ثم إن خلاصة ما نفضي إليك به في جواب سؤالك هذا وجواب السؤال السابق أمور ثلاثة:
1 - هوِّن على نفسك, وأرح خاطرك من بعض ما أنت فيه من العناء، فلقد بلغت منك الوساوس مبلغًا عظيمًا جل عن التحمل، ولتعلم أن كل ما تتخيله عن نفسك وعن شكلك وعن صحتك أوهام لا حقيقة لها أبدًا، فإنما هذه مداخل الشيطان ومكائده، فلتتعالَ عليها بفطنتك وبذكائك، فلا دواء لها إلا بالإعراض عنها والبعد.
2 - استر على نفسك, ولا تخدش عرضك بين الناس بوصمة عار لا حاجة بك إليها، فلا تطلع على هذا السر أحدًا.
3 - اضرب صفحًا عما تراودك به نفسك من مجازاة هؤلاء بالقتل فإنه ليس إليك، وأما ما تذكر من مجازاة أولادهم بمثل ما فعلوا بك فهو في غاية الاعتداء والظلم والفحش, فما ذنب أولادهم! وإذا كان مجازاة الفاعل بمثل هذا الفعل لا يحل فكيف بغيره, وراجع الفتوى رقم: 23483.
أما هل يقبل الله توبة هؤلاء: فتوبة العبد مقبولة بشروطها، وراجع الفتوى رقم: 5450.
والله أعلم.