الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعظم أجرك على حملك هم نصرة دين الإسلام، وحرصك على نفع المسلمين.
والأبواب التي تنصر بها دين الله جل وعلا وتنفع بها المسلمين كثيرة جدا، فمن ذلك نشر العلم من المحاضرات والدروس النافعة في مواقع الإنترنت وشبكات التواصل وغيرها، ومن ذلك النصرة بالمال بدعم الجهات والمؤسسات التي تنشر الخير بين المسلمين، وليس شرطا أن يكون العمل الذي تنفع به المسلمين مبدعا من قبلك، بل مساهمتك في عمل غيرك مما فيه نفع للمسلمين تكون به شريكا في الأجر، كما جاء في الحديث: إن الله عز وجل يدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والممد به، والرامي به . رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة، وضعفه الألباني، ورآه بعض أهل العلم حسنا.
و أما إنتاج أفلام الكرتون الهادفة، فإنه جائز على المفتى به عندنا، وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 3127 . فالقيام بمثل هذا المشروع في هذا الزمان له نفع كبير، لا سيما مع انتشار البرامج الكرتونية المسيئة والمخلة، وتعلق كثير من أطفال المسلمين بها .
وليس عليك إثم إن شاء الله في توقفك عن هذا المشروع بعينه.
ومن فضل الله على العبد أنه إن صدق مع الله وصحت نيته في عمل الخير، فإن الله يكتب أجره، ولو حيل بينه وبين العمل؛ قال صلى الله عليه وسلم : إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالا وعلما، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل؛ وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء .. الحديث أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح .
وقال صلى الله عليه وسلم: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه . أخرجه مسلم .
وانظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 93709 ، 103134 , 112880.
والله أعلم.