الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأكمل للمسلم أن يدعو بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي أجمع الأدعية لخيري الدنيا والآخرة، كما قالت عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك. أخرجه أبو داود، وإن كان المسلم لا حرج عليه أن يدعو الله بما شاء من الأدعية، كما جاء في الحديث في ذكر التشهد: ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء أو ما أحب. أخرجه مسلم.
وهذا الدعاء المسؤول عنه ليس بوارد فيما نعلم، وليس له فضل مخصوص، وإن كان لا يظهر فيه محذور، فهو من باب التوسل إلى الله بأفعاله، وهو مشروع، قال الشيخ ابن عثيمين - في ذكر أنواع التوسل المشروع -: التوسل إلى الله - تعالى - بأفعاله: أن تدعو الله بشيء, ثم تتوسل إليه في تحقيق هذا الشيء بفعل نظيره؛ ومنه حديث الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم), فإن صلاة الله على إبراهيم وعلى آل إبراهيم من أفعاله, وكذلك أيضاً تقول: (اللهم كما أنزلت علينا المطر فاجعله غيثًا نافعًا) فهنا توسل إلى الله بإنزال المطر؛ وهو فعل من أفعال الله. اهـ.
وقد وجدنا هذا الدعاء منتشرًا في مواقع بعض أهل البدع على الشبكة العنكبوتية.
والله أعلم.