الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز للأعجمي إذا أراد الدخول في الإسلام أن ينطق الشهادتين بلغته، ويصح إسلامه بذلك، ولو كان يعرف العربية على الراجح؛ لأن المقصود من التلفظ بالشهادتين الإخبار عن ما في القلب، وهو حاصل بأي لغة, جاء في شرح النووي لصحيح مسلم: أما إذا أقر بالشهادتين بالعجمية - وهو يحسن العربية - فهل يجعل بذلك مسلمًا؟ فيه وجهان لأصحابنا: الصحيح منهما: أنه يصير مسلمًا؛ لوجود الإقرار, وهذا الوجه هو الحق, ولا يظهر للآخر وجه, وقد بينت ذلك مستقصى في شرح المهذب, والله أعلم. اهـ
وفي الحاوي للماوردي الشافعي: وَالْمَقْصُودُ بِالشَّهَادَتَيْنِ: الْإِخْبَارُ عَنِ التَّصْدِيقِ بِالْقَلْبِ، وَهَذَا الْمَعْنَى يَسْتَوِي فِيهِ لَفْظُ الْفَارِسِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ.
والله أعلم.