الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ذكر الله جل وعلا من أعظم القربات وأجل الطاعات، وله آثار عظيمة على العبد في دينه ودنياه وآخرته، قال ابن القيم: وفي الذكر أكثر من مائة فائدة. اهـ. وذكر منها ثلاثًا وسبعين فائدة في كتابه الوابل الصيب.
لكن حصول أثر الذكر يتفاوت حسب إيمان الذاكر, وحضور قلبه حال الذكر، ونحو ذلك, قال ابن القيم: والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحدِّه فقط، فمتى كان السلاح سلاحًا تامًا لا آفة به، والساعدُ ساعدُ قوي، والمانعُ مفقود؛ حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير، فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء، أو كان ثَمَّ مانع من الإجابة، لم يحصل الأثر. اهـ.
فمن ذكر الله بقلب غافل لا يعي ما يقول، أو كان مقيمًا على معصية الله فقد لا يحصل له أثر الذكر، فإن الذكر من الدعاء، فكما أن المعاصي تمنع إجابة الدعاء، فكذلك قد تمنع حصول أثر الذكر للذاكر, وانظر الفتوى: 193925.
ثم إنه لم يأت في الشرع ما يدل على أن من ثواب الذكر أن الذاكر لا يصاب بالمشاكل أبدًا.
و كل ما أخبر الله عز وجل فهو حق كما قال سبحانه: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا {النساء:87}، ووعده سبحانه لعباده بالثواب حق لا ريب فيه، قال تعالى: وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ {التوبة:111}، فلا يمكن أن يأتي خبر في كتاب الله، أو في صحيح السنة ثم لا يكون ولا يقع.
والله أعلم.