الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على غيرتك لدينك, ومقصدك الحسن في الدعوة إليه, وحسبك شهادة رب العالمين في قوله: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}، وأما عن إقامتك للجمعة بالعمال فلا حرج فيه, شريطة توفر شروطها المبينة في الفتوى رقم: 7637.
ولا يلزمك التفرغ لطلب العلم عند المشايخ, أو التخرج من كلية الشريعة, أو غيرها, ولكن احرص على طلب العلم في أوقات فراغك, والوسائل الحديثة قد سهلت ذلك؛ بحيث يمكنك الاستماع لدروس العلماء وأنت في بيتك, واقتصر على بيان ما تعلم, ولو أن تأمر الناس بالمحافظة على الصلاة في الجماعة, وتحثهم على التوبة, ونحو ذلك, وقد قال صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. أخرجه البخاري, ولا تكون الدعوة إلا عن علم بما يدعو إليه الداعي, قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108}، على بصيرة أي: علم، وليس معنى ذلك أن لا يدعو المؤمن حتى يصير عالمًا في كل الأمور، بل إذا علم مسألة من مسائل الدين، فينبغي له أن يبلغها, وليس في ذلك تطاول على ما ليس من حق المرء, نسأل أن ينفعك وينفع بك.
والله أعلم.