الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوبي إلى الله من تلك العلاقة توبة صادقة، والجئي إلى الله أن يصرف عن قبلك هذا التعلق، وأقبلي على كتاب الله تلاوة وتدبرا، واستماعا؛ فإنه الشفاء لأدواء القلوب من العشق وغيره، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {يونس:57}. وحافظي على الصلوات المفروضة، وأكثري من النوافل؛ فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}، واقطعي كل ما يذكرك بذاك الرجل، وإذا خطر ببالك فبادري باستغفار الله، والاستعاذة به، كما قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}، ومتى امتلأ قلبك بمحبة الله وتعظيمه، والإخلاص له فلن يكون فيه تعلق بغيره.
قال ابن القيم: فإن القلب إذا أخلص، وأخلص عمله لله، لم يتمكن منه عشق الصور؛ فإنه إنما يتمكن من قلب فارغ.
كما قال:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا خاليا فتمكنا. اهـ.
لكن إذا غلب على قلبك هذا التعلق، ودافعته، وجاهدت نفسك في صرفه، ولم تفعلي محرما من نظر أو كلام، فلا تعاقبين عليه، ولا يعد خيانة لزوجك.
قال ابن تيمية: وأما إذا ابتلي بالعشق، وعف وصبر؛ فإنه يثاب على تقواه الله؛ وقد روي في الحديث: {أن من عشق فعف وكتم وصبر ثم مات كان شهيدا} وهو معروف من رواية يحيى القتات، عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا، وفيه نظر، ولا يحتج بهذا. لكن من المعلوم بأدلة الشرع أنه إذا عف عن المحرمات نظرا وقولا وعملا، وكتم ذلك فلم يتكلم به، حتى لا يكون في ذلك كلام محرم إما شكوى إلى المخلوق، وإما إظهار فاحشة، وإما نوع طلب للمعشوق وصبر على طاعة الله وعن معصيته، وعلى ما في قلبه من ألم العشق كما يصبر المصاب عن ألم المصيبة؛ فإن هذا يكون ممن اتقى الله وصبر {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}. اهـ.
وراجعي للاستزادة في علاج العشق الفتوى رقم: 9360 .
والله أعلم.