الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المذكور قال عنه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب: ضعيف جدا. وقد جاء من حديث معاذ رضي الله عنه مرفوعا: ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها. أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الكبير، والبيهقي في الشعب, وضعفه الألباني أيضا.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: إن لكل شيء صقالة، وإن صقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع. رواه ابن أبي الدنيا، والبيهقي من رواية سعيد بن سنان واللفظ له، وقال عنه الألباني: (صحيح لغيره).
وسواء صح الحديث أو لم يصح، فلا يخفى أن ذكر الله تعالى من أفضل العبادة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم؟ وأرفعها في درجاتكم؟ وخير لكم من إنفاق الذهب والورق؟ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى، قال: «ذكر الله» . رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجه؛ إلا أن مالكا وقفه على أبي الدرداء. وصححه الألباني.
ولا حرج في ضبط منبه الساعة على وقت معين ليتذكر به المسلم فعل ما يريد من ذكر وغيره مما هو مشروع، وكذلك لا حرج في توجيه غيره لفعل ذلك. وهو من الدعوة إلى الخير، وقد روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا. رواه مسلم.
والله أعلم.