الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصفرة والكدرة تعد حيضا إذا كانت متصلة بالدم كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 134502 لكن ما دامت مدة الدم وما اتصل به من صفرة وكدرة قد تجاوزت خمسة عشر يوما فقد تبين أنك مستحاضة، والواجب عليك أن تفعلي ما تفعله المستحاضة من الرجوع إلى عادتك السابقة، فتجلسينها، فإن لم تكن لك عادة فاعملي بالتمييز الصالح، فتكون الأيام التي رأيت فيها الدم الأحمر المتميز حيضا ويكون ما عداها استحاضة، وانظري الفتوى رقم: 156433.
وعليه، فما دمت قد أخرت الغسل تلك المدة، فالواجب عليك أن تقضي صلوات الأيام التي ظننتها حيضا ولم تكن كذلك، وهي الأيام الزائدة عن عادتك إن كانت لك عادة، وإن لم تكن لك عادة، فتقضين صلوات الأيام التي تعرفين بالتمييز الصالح كونها استحاضة؛ ولبيان كيفية القضاء انظري الفتوى رقم: 70806، ويلزمك والحال ما ذكر من كونك مستحاضة أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، إلا أن ينقطع خروج تلك الإفرازات زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة، فتنتظرين حتى تصلي في هذا الوقت.
وأما الحج، فإن كنت حججت حجة الإسلام فلا حرج عليك في تأجيل الحج مرة أخرى إن شئت، وإن كنت لم تحجي حجة الإسلام فإن جاء وقت خروج الناس للحج وكانت لديك الاستطاعة للخروج له، وجب عليك المبادرة بذلك ولم يجز لك تأخيره لأن الحج واجب على الفور .
والله أعلم.