الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان سفرك المذكور سفرًا مباحًا, وتقطع فيه مسافة ثلاثة وثمانين كيلو متر أو أكثر, جاز لك قصر الصلاة الرباعية, والجمع بين مشتركتي الوقت - الظهر مع العصر, والمغرب مع العشاء -, وبالتالي فإذا كان سفرك قبل أداء صلاة الظهر جاز لك الجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم - تصليهما في وقت الظهر - كما يجوز لك جمع الصلاتين المذكورتين جمع تأخير - تجمعهما في وقت العصر -.
وإن كان سفرك بعد أداء صلاة الظهر بلا جمع, فلا يجزئك أن تؤدي صلاة العصر قبل دخول وقتها, فدخول الوقت شرط من شروط الصلاة, فمن أداها قبل وقتها فهي غير مجزئة, قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}, وراجع المزيد في الفتوى رقم: 162335.
ويجب عليك المحافظة على أداء صلاة العصر في وقتها, ويحرم تأخيرها عنه لغير عذر شرعي, فإذا فرض أنك تسافر في سيارة مثلًا, وأمكن التوقف لأداء الصلاة في وقتها فهذا هو المتعين, وإن امتنع السائق من التوقف وخشيت إذا نزلت وأديت الصلاة في وقتها حدوث مشقة من ذهاب الرفقة عنك, أو خوفًا على نفسك ومالك، فتؤدي الصلاة في السيارة، فإن أمكنك استقبال القبلة والقيام والركوع والسجود فحسن، وإلا فصلِّ حسب استطاعتك, جاء في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله تعالى -: وكما تصح الصلاة على السيارة إِذا جد به السير ولم يتمكن الراكب من إِلزام السائق بإِيقاف السيارة وخشي خروج الوقت، فإِنه يصلي قبل خروج الوقت, ويفعل ما يستطيع عليه. انتهى, وراجع المزيد فى الفتوى رقم: 14833, والفتوى رقم: 50325.
والله أعلم.