الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما صدر منك هو قولك "سأعقد شراكة مع الله " وقصدت به أن يكون لله حق فيما تكسبه من التسويق الإلكتروني، وحددت نسبة 10% منه تخرجها صدقة للمحتاجين . فهذا نذر يلزم الوفاء به ، وأما لو لم تكن قصدت النذر، وإنما نويت وعدا منك أن تتصدق بتلك النسبة مما ستجنيه ولن تبخل على الفقراء فيما لو رزقك الله من ذلك السبيل فهذا لا يعتبر نذرا. والصيغة التي تلفظت بها (سأعقد شراكة مع الله) أو أنك ستتصدق بنسبة عشرة بالمائة مما تكسبه من ذلك المجال لا تشعر بالالتزام مالم تكن قصدت بها النذر والالتزام . وهناك فرق بين النذر ومجرد الوعد كما بينا في الفتوى رقم: 60871.
وعلى كل فلو تصدقت بتلك النسبة من أي مبلغ تكسبه من مجال التسويق الإلكتروني فإن ذمتك تبرأ بذلك سواء كنت قصدت النذر أومجرد الصدقة على المحتاجين .
وأما الهواجس التي خطرت ببالك هل قصدت كل عمل؟ وهل المحتاجون من بينهم الأقربون أم لا؟ فذلك كله لا تأثير له ولا ينبني عليه شيء، بل المعتبر ما حددته في عبارتك، وقد ذكرت أنك عينت ما ستتصدق منه بما تكسبه من التسويق الالكتروني، وعليه فلا يدخل فيه المعاملات التي تجريها من خلال الانترنت وهي ليست تسويقا كالشراء والبيع وغيره ، كما أنه لا حرج عليك في دفع تلك النسبة التي ستتصدق بها إلى أمك ما دامت محتاجة سواء على سبيل النذر ، أوالتبرع بالصدقة، وهكذا كل محتاج قريب يجوز لك دفع تلك النسبة إليه، والأقربون أولى بالمعروف، والصدقة على القريب صدقة وصلة.
والله أعلم.