الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من يسمع الغناء من هولاء الثقات متأولا - أي يرى إباحته - تقبل روايته ، وإليك بعض كلام أهل العلم في أرجحية قبول رواية المتأول، فقد قال في المستصفى عن الفاسق المتأول: وهو الذي لا يعرف فسق نفسه اختلفوا في شهادته وقد قال الشافعي أقبل شهادة الحنفي وأحده إذا شرب النبيذ؛ لأن هذا فسق غير مقطوع به.
وقال ابن رشد الحفيد: والفاسق المتأول ربما علم فسقه بدليل قطعي وربما علم فسقه بدليل ظني. وينبغي أن يكون قبول رواية من علم فسقه بدليل ظني أولى ولذلك يقول الشافعي: أفسق الحنفي الشارب للنبيذ ولا أرد شهادته.
وقال الآمدي: الفاسق المتأول الذي لا يعلم فسق نفسه لا يخلو، إما أن يكون فسقه مظنونا، أو مقطوعا به، فإن كان مظنونا، كفسق الحنفي إذا شرب النبيذ، فالأظهر قبول روايته وشهادته، وقد قال الشافعي رضي الله عنه: إذا شرب الحنفي النبيذ أحده وأقبل شهادته.
وأما الفاسق غير المتأول فترد روايته وشهادته معا، قال في شرح النخبة : واتفقوا على رد الفاسق بغير تأويل.
والله أعلم.