الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث حسن, وقد بينا درجته في فتوانا رقم: 42998، ورقم: 115282.
وأما عن الأذكار التي كان يقولها صلى الله عليه وسلم بعد الفجر: فقال ابن القيم في زاد المعاد مبينًا هديه صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر: وكان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس, ثم ساق جملة من الأحاديث التي كان يقولها بعد الصلاة, ومنها ما هو من أذكار الصباح, والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم كان يأتي بأذكار الصباح لأنه وقتها, ويذكر الله بغيرها, فقد ورد عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه" رواه مسلم.
والإسرار بالذكر أفضل لما رواه مسلم عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس: اربعوا على أنفسكم، إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم. ففي هذا الحديث دلالة على خفض الصوت بالذكر, وأن الرفع خلاف الأولى إلا ما ورد النص فيه من الشارع, فلا حرج في رفع الصوت فيه كالتلبية بالحج والعمرة مثلًا, أو إذا كان ذلك لمصلحة, وانظر فتوانا رقم: 71542.
وأما الوقت الذي يمنع فيه من الصلاة بعد طلوع الشمس: فهو ما ترتفع فيه قيد رمح, وهناك من قدره بعشر دقائق, أو بخمس عشرة دقيقة, ولو جعلته عشرين دقيقة فلا بأس احتياطًا للعبادة.
والله أعلم.