الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشرح صدرك وينفس كربك ويخفف همك، والذي ننصحك به أولا أن تطرح عنك وساوس السحر هذه جانبا فإنها غالبا ما تكون أوهاما يقذفها الشيطان في قلب المؤمن ولا حقيقة لها، وليس فيها عليك إلا محض الضرر، ولا ينبغي لك أن تتهم بريئا لم تثبت خطيئته، وواظب على الأذكار النبوية المأثورة، فإنها حصن للمسلم من كل سوء ومكروه، وأكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ولا بأس أن تعرض حالتك على أحد الرقاة الشرعيين الذين عرفت أمانتهم و ديانتهم، أو على طبيب نفسي لعلك بكل هذا تتفادى حالة القلق والحزن التي تصاحبك.
وعن طلاقك لهذه الزوجة قبل الدخول - وقد أعجبك خلقها ودينها - لأنك لا ترضى جمالها فذلك مما لا ينبغي لأنك حينئذ تكون قد آثرت الجمال على الدين، وقد كره العلماء للخاطب أن ينظر إلى دين المرأة قبل جمالها، لئلا يرضى بدينها ثم لا يعجبه شكلها، فيردها لذلك، فيكون مقدما للجمال على الدين، وقالوا ينبغي أن ينظر إلى الجمال أولا فإن ردها لأجله لم يكن مقدما له على الدين، لأنه لم ينظر بعد إلى الدين.
وهذا في المخطوبة فكيف بالزوجة، وقد تم بينك وبينها عقد سماه الله ميثاقا غليظا.
وبالجملة فالطلاق مباح في الأصل عند الحاجة إليه، وأما عند عدم الحاجة، فإنه مكروه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 43627.
والذي ننصحك به أن تستعين الله وتتم أمر هذا الزواج ولا تقدم على الطلاق، لما في ذلك من خيبة أمل لهذه المسكينة، ولما يترتب عليه من مشاكل أسرية، واحتسب في صنيعك، ولن تندم على ذلك بإذن الله، وسيجعل الله بينكما بعد الدخول مودة ومحبة إن شاء الله.
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.
والله أعلم.