الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسبحان الله لا ندري لماذا يضيق المرء على نفسه, ويحجر عليها واسعًا، ويشغلها بما هي في غنى عنه, فإن كان قد فاتك الزواج من هذه الفتاة فالنساء غيرها كثير، وما يدريك أنك لو تزوجتها كان خيرًا لك، فقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، فلا تأسَ على ما فات, واستقبل ما هو آت، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{الحديد22 : 23}.
وقد أحسنت باجتهادك في محاولة صرف قلبك عن التفكير فيها فاثبت على ذلك، واستعن بالله، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج العشق راجع فتوانا رقم: 9360, ولا يجوز لك الدعاء بأن تكون لك زوجة ما دامت تحت زوج، سواء كان الدعاء مطلقًا أو معلقًا؛ لأن مقتضى ذلك الدعاء بالتفريق بينها وبين زوجها.
ويبدو أنك لست على يقين من أن زوجها تارك للصلاة, وعلى فرض كونه كذلك فتارك الصلاة لا يكفر في قول جمهور الفقهاء، وانظر الفتوى رقم: 68656, وكذا الحال في الدعاء بأن تكون زوجة لك في الجنة يترتب عليه المحذور المذكور, وكونك لا تتلفظ باسمها في الدعاء مع أنك تنويها لا يسوغ لك هذا الدعاء، فالعبرة بالنية والقصد، روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنما الأعمال بالنيات".
والله أعلم.