الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في سرد الصوم ما عدا أيام النهي وفطر يوم وصوم يوم أيهما أفضل, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 23939، وخلاصة القول في ذلك أن صيام الدهر لا يكره, وأن صيام داود أفضل منه؛ لأنه أحب الصيام إلى الله تعالى.
وعلى هذا؛ فإن كان صيام يوم وإفطار يوم يؤدي الغرض من كسر الشهوة فهو الأفضل، وإن لم تنكسر الشهوة إلا بسرد الصوم كان ذلك - فيما يظهر - أفضل؛ لأن كسر الشهوة مطلب شرعي مؤكد لمن لم يستطع الزواج، إضافة إلى أن من الفقهاء من يرى أن سرد الصيام أفضل مطلقًا إذا لم يضعف عن شيء من أعمال البر, ففي مواهب الجليل على مختصر خليل في الفقه المالكي عند قول المؤلف: (وَصَوْمُ دَهْرٍ): يعني أنه جائز، وهل هو الأفضل أو الأفضل خلافه؟ قال مالك: سرد الصوم أفضل, قال ابن رشد: معنى كلام مالك أن سرد الصوم أفضل إذا لم يضعف بسببه عن شيء من أعمال البر" انتهى باختصار, هذا عن السؤال الأول.
أما عن السؤال الثاني: فإن صيام داود لا إشكال في كيفيته؛ لأنه صيام يوم وإفطار يوم، ولكن الإشكال في الجمع بينه وبين صيام الاثنين والخميس, وقد سبق أن ذكرنا كلام أهل العلم في هذا الموضوع في الفتوى رقم: 70013، فلتراجع.
والله أعلم.