الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت تسكن بجدة -كما ذكرت- فإنك من حاضري المسجد الحرام عند كثير من العلماء، وعليه فلا يلزمك دم المتعة، وعند المالكية الذين يرون أن حاضري المسجد الحرام هم أهل مكة خاصة فلا يلزمك دم كذلك، لكونك رجعت إلى بلدك، وعلى القول بأن حاضري المسجد الحرام هم أهل مكة، فإن لك أن تتمتع إن شئت، أو تقرن، أو تحرم بالحج مفردا، ويلزمك الدم إن أحرمت قارنا أو متمتعا.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الصحيح أنهم -يعني حاضري المسجد الحرام- من كانوا داخل حدود الحرم؛ وعلى هذا إذا تمتع أهل جدة، أو الطائف، أو أهل الشرائع فعليهم الهدي. انتهى.
ومن ثم فإنك إن أحرمت متمتعا فإنك تأتي بعمرة، فتطوف وتسعى، ثم تبقى في مكة إلى يوم التروية فتحرم منها بالحج، وإن أحرمت مفردا أو قارنا فإنك تأتي مكة فتطوف للقدوم، ثم إن شئت سعيت بعده وإن شئت أخرت السعي حتى تأتي به بعد طواف الإفاضة، والأفضل إن لم يضق الوقت أن تسعى بعد طواف القدوم خروجا من خلاف من أوجب ذلك. وعليك إن أحرمت قارنا أو متمتعا الهدي على هذا القول المشار إليه، وأما إن حججت مفردا فلا هدي عليك بكل حال لما تقدم.
والله أعلم.