الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمبيت بمنى من واجبات الحج، ومن المعلوم أن منى لها حدود معروفة.
وقد جاء تفصيلها في فتاوى الشيخ ابن عثيمين كما يلي: ويجب أن يتأكد من حدود منى، حتى لا يبيت خارجاً عنها، وحدُّها من الشرق وادي محسر، ومن الغرب جمرة العقبة، وليس الوادي والجمرة من منى. أما الجبال المحيطة بمنى، فإن وجوهها مما يلي منى منها، فيجوز المبيت بها، وليحذر الحاج من المبيت في وادي محسر، أو من وراء جمرة العقبة، لأن ذلك خارج عن حدود منى، فمن بات به لم يجزئه المبيت. انتهى.
فحدود منى تنتهي من جهة الغرب عند جمرة العقبة، وهي التي تلي مكة، وجمرة العقبة نفسها ليست داخلة في حدود منى. وبالتالي فليس الجسر كله داخلا في حدود منى. وعلى هذا فمن بات على الجسر دون جمرة العقبة، ولم يتجاوزها إلى جهة الغرب، فقد بات داخل حدود منى، أما من بات عند جمرة العقبة، أو تجاوزها إلى جهة مكة، فقد بات خارج منى. وعليه دم أقله شاة تذبح بمكة وتوزع على الفقراء من أهلها.
والله أعلم.