الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون. رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني.
وقال الترمذي عقب رواية الحديث: والمتشدق الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم.
ومن معاني المتشدق: المستهزئ بالناس يلوي بشدقه بهم وعليهم.
وكذلك المتشدق الذي يلوي شدقه للتفصح، ويتوسع في منطقة من غير احتياط وتحرز، والتشدق من شدق الفم، أي جانبه.. فالمتشدق هو المتكلم بملء شدقه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه.
والمتفيهق: أصله من الفهق وهو الامتلاء، وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه، إظهاراً لفصاحته وفضله، واستعلاء على غيره. تحفة الاحوذي 6/136.
والله أعلم.