الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ندب الإسلام إلى الزواج ورغب فيه أشد الترغيب، وذلك لما في الزواج من المصالح العظيمة والمقاصد الشريفة كإعفاف النفس وتكثير نسل الأمة، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.
وقد نص بعض أهل العلم على أن الزواج مع الحاجة إليه أفضل من نوافل الطاعات، قال الحجاوي في زاد المستقنع في الفقه الحنبلي: وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة، فهو إذن قربة لا ينبغي الرغبة عنها.
ومن ماتت ولم تتزوج فإنها تزوج بمن شاء الله تعالى، لأنه لا يوجد في الجنة أعزب ذكراً أو أنثى، لما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما في الجنة عزب.
ولكن لا ينبغي للمرأة أن تبقى من غير زواج على أمل أنها تريد أن تكون زوجة في الجنة لرجل قد مات، فتبقى بلا زوج مخالفة للهدي النبوي، حيث قال صلى الله علي وسلم: وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
ولا ينبغي لها الدعاء بأن تكون زوجة في الجنة لهذا الرجل الذي مات، فالدعاء بمثل هذا يعني ترك الزواج بالكلية وهو ـ أي ترك الزواج ـ أقل أحواله الكراهة في حق من تتوق نفسه إلى الزواج، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتويين رقم: 3011، ورقم: 16681.
وما يدري المرأة أن يكون بقاؤها بلا زوج مدعاة لها إلى الفتنة والوقوع فيما يجلب عليها سخط الله وغضبه فتكون من أهل النار ـ والعياذ بالله ـ وبذلك يقع ما تخشاه من البعد عن الدين بسبب الزواج.
والله أعلم.