الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذي وقعت فيه من الذنوب العظيمة هو من شؤم إقامتك في بلاد الكفر، فإن لم تكن بك ضرورة إلى الإقامة في هذه البلاد وقدرت على مغادرتها فافعل، فإن الهجرة من بلاد الكفر واجبة على من عجز عن إقامة دينه فيها، على ما هو مبين في الفتوى رقم: 149695.
وإن استطعت الزواج فهو أمثل الحلول لكبح جماح الشهوة وإلا فأكثر من الصوم، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم العاجز عن الزواج بذلك، واصحب الصالحين وأهل الخير واجتهد في دعاء الله والاستعانة به، وابذل وسعك في حفظ خواطرك وحراستها، فإن هذا من أهم المهمات، وانظر الفتوى رقم: 150491.
وأكثر من الفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام، وتفكر في القيامة وموقفك بين يدي الله تعالى وأنه سبحانه سائلك عن القليل والكثير وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وتفكر في النار وما أعد لأهلها من النكال والعذاب فاحذر أن تكون منهم ـ عياذا بالله ـ وتفكر في الجنة وما أعد لأهلها من النعيم المقيم الذي لا تقارن بشيء منه كل لذات الدنيا، فتعلم أن الصبر القليل عن الشهوة لتحصيل هذا الثواب الجزيل هو الخيار الوحيد لمن أراد السعادة والنجاة، نسأل الله أن يصلح قلبك وأن يشرح صدرك ويهديك صراطه المستقيم.
والله أعلم.