الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يثبتك ويسددك, ويشرح صدرك, ويوفقك لطاعته, ويهديك لأرشد أمرك، واعلمي أن حرصك على الحجاب وتعلم القرآن وبر والديك كل ذلك من فضل الله ومنته عليك فاشكري الله قلبًا وعملاً.
ولا يخفى عليك أن في وجوب النقاب - عند أمن الفتنة - خلافًا بين أهل العلم، لكن ما دمت تعتقدين وجوبه فلا يجوز لك تركه للأسباب المذكورة، ولو أمرك والداك صراحة بخلعه والخروج للدراسة, أو العمل كاشفة وجهك, فلا تلزمك طاعتهما, بل لا يجوز لك ذلك فإن الطاعة لا تكون في معصية الله.
والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع والديك برفق وحكمة, وتبيني لهما أن الأمور قد تغيرت في بلدكم – بفضل الله - بعد سقوط النظام الفاسد, ولم تعد تلك المخاوف سائغة, فقد بات بالإمكان أن تكملي دراستك, وتعملي عملاً مباحًا من غير أن تتخلي عن حجابك، ويمكنك أن تستعيني ببعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم من أهل الصلاح ممن له وجاهة عند والديك، وعليك بالاستعانة بالله, والتوكل عليه, وتفويض الأمر إليه، وهو سبحانه يكفيك كل ما يهمك،
قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.